فصل: الضرب الثاني ما يكتب من متعلقات البريد في الأمور السلطانية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **


  الضرب الثاني ما يكتب من متعلقات البريد في الأمور السلطانية

وهي صنفان ‏"‏ الصنف الأول ما يكتب به ابتداء ويختلف الحال فيه باختلاف مقتضيه‏:‏ فإن كان مقتضيه بروز أمر السلطان بفعل شيء أو تركه أو الحركـة فـي شـيء كتـب‏:‏ ‏"‏ إن المراسيـم الشريفـة اقتضـت كـذا وكـذا ‏"‏‏.‏

أو ‏"‏ إن مراسيمنـا الشريفة اقتضت كذا ‏"‏‏.‏

أو ‏"‏ إن المرسوم الشريف اقتضى كذا ‏"‏‏.‏

أو ‏"‏ إن مرسومنا الشريـف اقتضـى كـذا ‏"‏‏:‏ فـإن كـان ذلـك الأمر مما يحتاج إلى إدارة الرأي فيها كتب‏:‏ ‏"‏ إن الرأي الشريف اقتضى كذا ‏"‏‏.‏

أو ‏"‏ إن آراءنـا الشريفـة اقتضـت كـذا ‏"‏‏.‏

ومـا يجـري هـذا المجـرى‏.‏

وإن كـان مقتضيـه بلـوغ خبر من حركة عدو أو اطلاع على أمر خفي كتب‏:‏ ‏"‏ إنه اتصل بالمسامع الشريفة كذا وكذا ‏"‏ أو ‏"‏ إنه اتصل بمسامعنا الشريفة كذا وكذا ‏"‏ وإن كان بسبب طلب مال أو جباية خراج ونحو ذلك كتب‏:‏ ‏"‏ إن لديوان خاصنـا الشريـف فـي الجهـة الفلانيـة كـذا ‏"‏‏.‏

أو ‏"‏ إن لنـا فـي الجهـة الفلانيـة كـذا ‏"‏ ونحـو ذلـك ممـا ينخرط في هذا السلك ثم يكتب‏:‏ ‏"‏ ومرسومنا للمقر الكريـم أو للجنـاب الكريـم أو الجنـاب العالي ‏"‏ على حسب المكاتبة ‏"‏ أن يتقدم أمره بكذا وكذا ‏"‏ على ما تبرز به المراسيم السلطانية‏.‏

وهذه مكاتبات من ذلك إلى نائب الشام ينسج على منوالها‏.‏

مكاتبة - باستقرار نائـب فـي نيابـة بعـض القلـاع‏:‏ وتبـدي لعلمـه الكريـم أن المراسيـم الشريفـة اقتضـت استقـرار الأمر فلان الدين في النيابة الشريفة وجهزنا مرسومه الشريفين على يد المتوجه بهذا المثال الشريف الأمير الأجل فلان الدين فلان أعزه الله تعالى‏.‏

فيتقدم المقر الكريم بتجهيزه إلى جهة قصده بما على يده من ذلك وإذا عاد يعيده إلى الأبواب الشريفة مكرماً مرعياً على عوائد همته العلية فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبة - بنقل نائب سلطنة من نيابة إلى نيابة‏:‏ وتبدي لعلمـه الكريـم أن مرسومنـا الشريـف اقتضى نقل الجناب الكريـم العالـي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلـي المؤيـدي الغوثـي الغياثـي المقدمي الكافلي الفلاني ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين فلان الظاهري أعز الله نصرتـه - مـن نيابـة السلطنـة الشريفـة بطرابلـس إلـى نيابـة السلطنـة الشريفة بحلب المحروسة‏.‏

والجناب العالي الأميري الكبيري الفلاني ظهير الملوك والسلاطين فلان الظاهري من نيابة السلطنة بصفد المحروسة إلى نيابة السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة‏.‏

والجناب العالي الفلاني الظاهري من تقدمة العسكر المنصور بغزو المحروسة إلى نيابة السلطنة الشريفة بصفد المحروسة‏.‏

وكتبنا لهم تقاليد شريفة بذلك وجهزنا إليهم تشاريفهم وهي واصلة عقبيها على يـد متسفريهـم وجهزنـا الأميـر الأجل الأعز فلان الدين مؤتمن الملوك والسلاطين فلان الخاصكي الظاهري أعزه الله تعالى للبشارة المشار إليهم بذلك‏:‏ ليأخذوا حظهم من هذه البشرى وتضاعف أدعيتهم بدوام أيامنا الشريفة وآثرنا إعلام المقر الكريم بذلك‏:‏ ليكون على خاطره والله تعالى يؤيده بمنه وكرمه‏.‏

مكاتبة - بحمل شخص للأبواب السلطانية‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى تقدم المقر الكريم حال وقوفه عليها وقبل وضعها من يده بطلب فلان الفلاني وفلان الفلاني وتجهيزهمـا إلـى الأبـواب الشريفـة في أسرع وقت وأقربه من غير فترة ولا توان‏.‏

ونحن نؤكد عليه غايـة التأكيـد فـي سرعـة تجهيزهما إلى الأبواب الشريفة صحبة الأمير الأجل فلان الدين فلان إلى الأبـواب الشريفـة محتفظـاً بهمـا محتـرزاً عليهمـا ومرسومنـا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنـا الشريـف والاهتمـام بذلـك والاحتلـاف بـه فيحيـط علمـه بذلـك والله تعالى يؤيد بمنه وكرمه‏.‏

مكاتبة - باستقرار بعض الأمراء بالقدس الشريف بطـالاً‏:‏ وتبـدي لعلمـه الكريـم أن مرسومنـا الشريف اقتضى استقرار الأمير فلان أحسن الله تعالى عاقبتـه بالقـدس الشريـف مقيمـاً بهـا وشملته الصدقات الشريفة أن فلانة وفلانة باسمه بمقتضى مرسوم شريف مجهز صحبة متسفره الأمير الأجل الكبير الأوحد فلان الدين فلان البريدي بالأبواب الشريفة أعزه الله تعالى المتوجه بهذا المثال الشريف‏.‏

ومرسومنا للمقـر الكريـم أن يتقـدم أمـره العالـي بإثبـات المرسـوم الشريـف المذكور بديوان الجيوش المنصورة بالشام المحروس على العادة وتجهيز البريدي المذكور إلى حدود الديار المصري مكرماً مرعياً على العادة فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبـة - ببيـع غلة للديوان السلطاني‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت تجهيز كذا وكذا إردباً من القمح من ديواننا المفرد صحبة فلان‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريـم أن يتقـدم أمـره العالي بطلب فلان الحاجب بالشام المحروس‏:‏ ليتولى بيع ذلك بسعر الله تعالى بما فيه الغبطة والمصلحة وتجهيز الثمن إلى الأبواب الشريفة برسالة دالة على ذلك في أسرع وقت وأقربه مع مضاعفة الوصية بذلك والاحتفال به فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبة - وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت توجه الأمير الأجل الكبيـر الأوحـد فـلا الديـن فلـان استـادار الأميـر المرحوم فلان كان بسبب استخراج الأموال وبيع الغلال والأصناف الديوانية المتحصلة من القرى المستأجـرة المرتجعـة للورثـة عـن المشـار إليـه بمقتضـى التذكرة المسطرة على يده‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره بمساعدة المذكور وتقوية يده علـى مـا تضمنتـه فصـول التذكرة ومراعاة أحواله وإزالة ضروراته وخلاص الحق منه ممن يتعين في جهته ويشمله بنظره الكريم فيما تعلق بفصول التذكرة‏.‏

فـإن تعلقـات الورثـة المذكوريـن تحـت نظرنـا الشريـف‏.‏

فيبـادر المقـر الشريـف إلى ذلك وسرعة عوده بعد قضاء شغله وتجهيز المتحدث والمباشرين للأبواب الشريفة وصحبتهم حسابه عند نهاية فصول التذكرة المذكورة‏.‏

ويقيم عنهم مـن يعوضهـم إلـى حيـن عودتهـم مـن الأبـواب الشريفة على ما هو المعهود من همته الكريمة واحتفاله فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبة - بسبب طلب عصي الجواكيـن والكرابيـج والأكـر‏:‏ وتبـدي لعلمـه الكريـم أن المرسـوم الشريف اقتضى تجهيز عصي الجواكين والكرابيج والأكر إلى السلاح خاناه من الشام المحروس علـى العـادة في كل سنة سيعاً وآثرنا علمه الكريم بذلك‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنا الشريف من ذلك كله على جاري العادة فـي كـل سنـة والاهتمام بذلـك والاحتفـال بـه بحـث لا يتأخـر ذلـك غيـر مسافـة الطريـق فـإن الانتظـار واقـع لذلك وفي همته الكريمة ما يغني عن بسط القول في ذلك فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبـة - بسبب استقرار قاض بدمشق عوض من كان بها‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن الصدقات الشريفـة شملـت المجلـس العالي القضائي الكبيري العالمي العلامي الإمامي الفلاني الفريدي المفيدي المجيدي الأصيلي العريقي الأثيلي الأثيري الأوحدي الخطيبي الشيخي الحاكمي الفلاني جلال الإسلام والمسلميـن شـرف العلمـاء العامليـن إمـام البلغـاء خطيـب الخطبـاء شيـخ مشايخ العارفين ملاذ المريدين مفتي الفرق موضح الطق لسان المتكلمين مفيد الطالبين حكم الملوك والسلاطين ولي أمير المؤمنين فلان الفلاني الشافعي‏.‏

أعز الله تعالى أحكامه - بتفويض قضـاء قضـاة الشافعيـة بالشام المحروس إليه عوضاً عمن به بحكم عزله مضافاً إلى خطابه الجامع الأموي ومشيخة الشيوخ بالشام المحروس‏.‏

وكتبنا توقيعاً شريفاً لـه بذلـك وجهزنـاه إليـه قريـن تشريف شريف على يد فلان المتوجه بهذا المثال الشريف‏.‏

وآثرنا علمه الكريم بذلك ليكون ذلك على خاطره الكريم‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره الكريم بتقرير القاضي فلـان الدين فلان الفلاني فيما شملته به الصدقات الشريفة من ذلك كله وتقوية يده في مباشرة ذلك والشـد منـه وتأييـد أحكامـه الشرعيـة وتنفيـذ كلمتـه ورعايـة جانبه وإكرامه واحترامه على عادة هممه الكريمة وتقدماته السعيدة فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبة - بسبب حمل الثلج إلى الأبواب السلطانية‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن المرسوم الشريف اقتضى تجهيز نقلات الثلج إلى الشراب خاناه الشريفة على العادة‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقـدم أمـره العالـي بسرعـة تجهيز النقلة الأولى بحيث لا تتأخر أكثر من مسافة الطريق على ما هو المعهود من همته العالية وتقدماته السعيدة‏.‏

وقد جهزنا هذا المثال الشريف على يد الأميـر الأجل فلان الدين فلان الفلاني أعزه الله تعالى فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبة - بتمكين شخص من الحضور للأبواب السلطانية‏.‏

وتبدي لعلمه الكريم أن فلاناً كان قصد الاجتماع بأهله وأقاربه بالقاهرة المحروسة‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بتمكينـه مـن الحضور إلى القاهرة المحروسة على خيله‏:‏ ليجتمع بأهله وأقاربه‏.‏

وقد جهزنا بهذا المثال الشريف فلاناً البريدي بالأبواب الشريفة فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبة - بمنع العربان من الدخول إلا البلاد قبل فراغ الزرع‏.‏

وتبدي لعلمه الكريم أن المراسيم الشريفة اقتضت أنه لا يدخل أحد من العربان إلى البلاد الشامية المحروسة‏:‏ كبيرهم وصغيرهم جليلهم وحقيرهم إلى أن يشال الزرع على العادة‏.‏

ومتى - والعياذ بالله - حصل منهم مخالفة لذلك حل بهم من الانتقام الشريف ما لا مزيد عليه‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريـم أن يتقـدم أمـره العالي باعتماد ما اقتضته المراسيم الشريفة من ذلك مع الاهتمام به والاحتفال والاجتهاد فيه قولاً واحداً وأمراً جازماً على عادة همته العالية وتقدماته المرضية فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبـة - بحفـظ السواحـل‏:‏ وتبـدي لعلمـه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى الاجتهاد في حفظ السواحل والمواني والاهتمام بأمرها وإقامة الأيزاك والأبدال في أوقاتها على العادة وإلزام أربابها بمواظبتها وكذلك المنورون بالديابانات والمناظر والمناور في الأماكن المعروفـة وتعهـد أحوالهـا‏:‏ بحيث تقوم أحوالها على أحسن العوائد وأكملها ولا يقع علـى أحـد درك بسببهـا‏.‏

ومرسومنـا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي باعتماد ما اقتضاه مرسومنا الشريف من ذلك مع مضاعفة الاحتفال بذلك والمبادرة إليه حسب ما اقتضته المراسيـم الشريفـة‏.‏

وقـد جهزنـا بهـذا المثـال الشريف مجلس الأمير الأجل‏:‏ فلان الدين فلان البريدي المقدم بالأبواب الشريفة فيتقدم أمر المقر العالـي بتجهيـزه إلـى جهـة قصـده بمـا علـى يـده وإعادتـه عنـد عوده إلى الأبواب الشريفة على ما هو المعهود من همته فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

مكاتبة - باستعمال قماش‏.‏

وتبدي لعلمه الكريم أن آراءنا الشريفة اقتضت استعمال القماش الجاري به العادة برسم الركابخانه والإصطبلات الشريفة على ما استقر عليه الحال إلى آخـر السنة الخالية والتي قبلها‏.‏

وقد كتبت تذكرة شريفة من ديوان استيفاء الصحبة الشريفة مفصلة بذلك وجهزناها قرين هذه المفاوضة لتقرأ على مسامعه الكريمة‏.‏

ومرسومنـا للمقـر الكريـم أن يتقـدم أمـره العالـي بتأملهـا وبـروز أمـره بطلـب وزيـر المملكـة الشريفـة وناظر المهمات الشريفة واستعمال القماش الذي تضمنته التذكرة الشريفـة والاهتمـام بذلـك والاحتفـال بسرعتـه‏.‏

وقـد اكتفيان بهمة المقر الكريم عن تجهيز اميراخورية وأوجاقية من إصطبلاتنا الشريفة لاستعمال ذلك لـأن المهامـات الشريفـة تحـت نظـره الكريم فيصرف همته العالية إلى الإسراع في ذلك والاحتفال به والاهتمـام‏.‏

وفـي اهتمامـه وتنفيذه لمراسمنا الشريف ما يغني عن التأكيد في ذلك فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكابتـة - بجـواز‏.‏

وتبـدي لعلمـه الكريم أن مرسومنا الشريف اقتضى تجهيز فلان البريدي بالأبواب الشريفة أعزه الله تعالى إلى جهة فلان بما على يده وما صحبته‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بإزاحة أعذاره وتجهيزه إلى المشار إليه في أسرع وقت وأقربه‏.‏

وإذا عاد يتقدم بتجهيزه إلى خدمة الأبواب الشريفة على العادة في ذلك على عادة همته العلية وشيمه المرضية فيحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبة - وتبدي لعلمه الشريف أن مرسومنا الشريف اقتضى أن لا يمكن أحد من نقل سلاح ولا عـدة حـرب إلـى جهـة البلاد الرومية‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بأن لا يمكن أحد من نقل سلاح ولا عدة إلى جهة البلاد المذكورة والاحتراز على ذلك كل الاحتراز فحيط علمه بذلك‏.‏

مكاتبة - وتبدي لعلمه الكريم أنه اتصل بالمسامع الشريفة أن غالب البلاد بالصفقة الفلانية محمية متجاهية على الكشاف والرعايا ويؤوون المفسدين‏.‏

وأن يد الكشاف لا تصل إلى هذه البلاد ولا إلى النصفة ممن بها من المفسدين‏.‏

وحصل بذلك الضرر للبلـاد والعبـاد‏.‏

واقتضـى الـرأي الشريف الكشف عن هذه البلاد وسائر الأعمال والمناداة فـي البلـاد بإبطـال الحمايـة والرعايـة والمساواة بين العباد في سائل البلاد بالعدل والإنصاف وكف أكف الظلم والعدوان‏.‏

ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره الكريم بالمناداة في سائر البلاد بإبطال الحماية والرعاية والمساواة بين الخاص والعام وتطهير الأرض من المفسدين وأن يحمى أحد ببلد من البلاد‏.‏

ومن تظاهر بحماية أو إيواء مفسد ببلد من البلاد حل ماله وروحه‏.‏

والتأكيد على أهل البلاد في ذلك والتشديد والفحص عمن يتجاهر بذلك وردعه ونشر العدل والإنصاف بتلك الأقطار والاهتمام في ذلك كله على عادة هممه الكريمة وتقدماته السعيدة فيحيط علمه الكريم بذلك والله تعالى يؤيده بالملائك‏.‏

مكاتبة - وتبدي لعلمه الكريم أنه اتصل بمسامعنا الشريفة أن فلاناً تعرض للجهة الفلانية الجارية في ديوان خاصنا الشريف وأخذ منها مبلغ كذا وكذا ومرسومنا للمقر الكريم أن يتقدم أمره العالي بطلب الغريم المذكور وتجهيزه إلى الأبواب الشريفة وإلزامه بما استأداه من ذلك محترزاً عليه مع مضاعفة الوصية بمباشري الجهة المذكورة والإحسان إليهم فيحيط علمه بذلك‏.‏

والرسـم فيـه أن يكتـب بعـد التصديـر‏:‏ ‏"‏ إن مكاتبتـه الكريمة ‏"‏ أو ‏"‏ مكاتبته ‏"‏ على قدر رتبته من ذلـك ‏"‏ وردت علـى د فلـان فوقفنـا عليهـا وعلمنـا مـا تضمنته على الصورة التي شرحها ‏"‏ ثم يذكر ما يناسب الجواب في ذلك من شكر الاهتمام أو غيره‏.‏

ثم إن اشتملت على مقصد واحد‏.‏

أجاب عنه‏.‏

وهذه مكاتبة ينسج على منوالها وهي‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت على يـد فلان فوقفنا عليها وعلمنا ما أصدرته من تجهيزه إلى خدمة أبوابنا الشريفة بما على يده من كتاب مخدومه‏.‏

وقد وصل وأحاطت علومنا الشريفة بما تضمنته وأعدناه الآن بجوابه وبهذا الشريف‏.‏

فيحيط علمه الكريم بذلك‏.‏

وإن اشتملت المكاتبة المجاب عنها على عدة فصول أتى على فصولها فصلاً فصلاً‏.‏

وربما قال‏:‏ ‏"‏ فأما ما أشار إليه من كذا ‏"‏ إذا كان علي الرتبة كنائب الشام ونحوه ‏"‏ فقد علمناه ‏"‏ وصار على خاطرنا الشريف أو ‏"‏ فقـد رسمنـا بـه ‏"‏ أو ‏"‏ فلـم نرسـم بـه ‏"‏‏.‏

ونحـو ذلـك علـى مـا يقـع بـه الجواب السلطاني في ملخص المكتوب عن مكاتبة المكتوب إليه بالجواب‏.‏

وهذه مكاتبة من هذا النمـط ينسـج علـى منوالهـا وهـي‏:‏ وتبـدي لعلمـه الكريمـة أن مكاتبتـه الكريمة وردت على يد مملوكـه الأميـر الأجـل فلـان الديـن فلـان أعـزه اللـه تعالـى فوفقنـا عليهـا وعلمنا ما تضمنته على الصورة التي شرحها وشكرنا همته العالية وتقدماته السعيدة ورأيه السعيد واعتماده الحميد‏.‏

فأمـا مـا أشـار إليـه من وصوله ومن صحبته ونائبي السلطنة الشريفة بطرابلس وصفد المحروستين إلى ملطية المحروسة في التاريخ الفلاني وتلقي نائبي السلطنة الشريفة بحلب وحماة المحروستين المقر الكريم ومن معه على ظاهر لمدينة المذكورة واستمرار إقامتهم جميعاً بالمنزلة المذكورة إلى تسطير مكاتبته المشار إليها في انتظار من رسم لها بالحضور إليهم من عساكر القلاع المنصورة وغيرهم من أمراء التركمان والأكراد ومن معهم من أتباعهم وألزامهم حسب ما اقتضته المراسيم الشريفة في المهم الشريف وما كتب به إلى نائب طرابلس وإلى قرا يوسف النائب بالرها المحروسة‏:‏ من الحضور إلى المهم الشريف وأجابتهما إلى ذلك وكذلك ما كتب به إلـى الحاكـم بسيـواس وإلـى أحمـد بـن طرغلـي ومـا أجابـا مـن الحضـور إلى المهم الشريف والملتقى في المكـان الـذي عينـه حاكـم سيـواس إلـى غيـر ذلك مما بسط القول فيه ‏"‏ فقد علمناه ‏"‏ على الصورة التي شرحها وتضاعف شكرنا لهمته العلية وتقدماته السعيدة‏.‏

وأمـا مـا أشـار إليـه مـن اعتمـاده مـا بـرزت بـه المراسيم الشريفة في الجواز الشريف الوارد إليه على يد مجلس الأمير الأجل فلان الدين فلان والمطلق الشريف المجهز على يده وامتثال ما تحمله من المشافهة الشريفة وتقدمه بجميع نواب السلطنة الشريفة المكتوب إليهم وعقد المشورة معهم على اعتماد ما اقتضته المراسيم وتعيين جاليش العساكر المنصورة ونائب السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة ومن معه من الأمراء المقدمين وأتباعهم من دمشق وحلب المحروستين ونائب السلطنة الشريفة بحماة المحروسة ومن معه من العساكر المنصورة وسيرهم في التاريخ الفلاني وسيره في أثرهم بمن بقي معه من العساكر المنصورة الشامية الحلبية وأن سيرهم على جهة بلد كذا على الصورة التي شرحها لما قصده من ذلك من المصلحـة فقـد علمنـا ذلـك علـى الصـورة التـي شرحها وشكرنا همته العالية وحسن فكرته الصحيحة‏.‏

وأما ما أشار إليه من أن نائب ملطية جهز الكتاب الوارد عليه من ابن تمرلنك على يد قاصد من جهة تلمان باللسـان الأعجمـي وأنـه عربهـم وفهـم مضمونـه وجهـزه ليحيـط العلـوم الشريفـة بمضمونه وهي على الخواطر الشريفة فيكون ذلك على الخاطر الكريم وشكرنا همته العلية‏.‏

وأما ما أشار إليه من ورود كتاب تلمان عليه وهديته على يد قاصده وأنه لم يقبل هديته وأعـاد جوابـه فإنـه إن كـان مناصحـاً فـي الخدمة الشريفة وهو صادق في كلامه فيحضر إلى المهم الشريف وما شرح في هذا المعنى فقد علمناه على الصـورة التـي شرحهـا وشكرنـا جميـل اعتماده وسعيد رأيه‏.‏

وكذلك أحاطت العلوم الشريفة بما ذكره في أمر حاكم عرتركبر وما وأما ما أشار إليه من أمر ملطية المحروسة وأنها تحتاج إلى الفكر الشريف والنظر في أحوالها وترتيـب مصالحهـا وإقامـة عسكـر لرجـال يحمونها من طوارق الأعداء المخذولين‏:‏ إلى غير ذلك مما شرحه في هذا المعنى فقد علمناه على الصـورة التـي شرحهـا وبقـي ذلـك علـى خواطرنـا الشريفـة‏.‏

وعقبيهـا إن شاء الله تعالى تبرز المراسيم الشريفة بما فيه المصلحة للبلد المذكور على أكمل ما يكون‏.‏

وقد استصوبوا رأي المقر الكريم في هذا الفكر الحسن فإنه أمر ضروري‏.‏

وقد شكرنا للمقر الكريم جميل اعتماده وحسن رأيه وبذل همته واجتهاده في هذا المهم الشريف‏.‏

والقصد منه الاستمـرار علـى مـا هـو فيـه مـن بـذل الاجتهـاد فـي المهمات الشريفة بقلبه وقالبه والعمل على بياض وجهه عند الله تعالى من الذب عن عباده وبلاده وبذل المال والروح فـي رضـا اللـه تعالـى ورسولـه صلـى اللـه عليـه وسلـم فـي ذلـك واستقـرار خواطرنـا الشريفـة بذلك‏.‏

فإن المقر الكريم يعلم ما نحن مثابرون عليه ومنقادون إليه من محبة رضا الله تعالى فـي النصيحـة بصلـاح العبـاد وعمـارة البلـاد وتسطيـر ذلـك فـي صحائـف حسنـات الدهـر بيـن يـدي اللـه تعالى‏.‏

والمقر الكريم يعلم أن جل اعتمادنا عليه في أكابـر دولتنـا الشريفـة‏.‏

ونحـن واثقـون برأيـه السديـد فـي حركتـه وسكناتـه فـي المهمات الشريفة والأشغال السلطانية‏.‏

ولأجل ذلك قربناه ورضينا به لنا وعلينا وكلما بلغنـا عنه اعتماد حسن تتضاعف منزلته عندنا‏.‏

والآن فإن نواب السلطنة الشريفة وأمراء دولتنا كبيرهم وصغيرهم تحت أمره ومشورته وما بقي مثل هذه الأيام المباركة والأوقات السعيدة ولم يبـق سـوى انتهـاز الفرص واغتنام أوقات السعادة وهو الحاضر والنائب عنا في كل ما يحصل من المصالـح العائد نفعها على البلاد والعباد‏.‏

والمبادرة إلى عملها من غير معاودة الآراء الشريفة في كل قضية تتفق له فإن المسافة بيننا وبينه بعيدة وتضيع لمصلحة في وصول الخطاب وعود الجواب‏.‏

وقد فوضنا إليه الرأي في ذلك والعمل بما تقتضيه المصلحة الحار في جليل الأمور ودقيقهـا فيكـون ذلـك في خاطره الكريم ويعمل بمقتضاه‏.‏

وقد أعدنا مملوكه بهذا الجواب فيحيط علمه بذلك‏.‏

وهذه نسخة مكاتبة في معنى الرضا عن ابن دلغادر التركماني وغير ذلك‏:‏ وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت على يد فلان الدين فلان مملوكه فوقفنـا عليهـا وعلمنا ما تضمنته‏.‏

فأما ما ذكره في معنى ابن دلغادر وتكرار كتبه بالتصريح والترامي عليه في سؤال الصدقات الشريفة في الرضا والعفو عنه فقد علمنا ذلك والذي نعرف به المقر الكريم أنا كنا رسمنا بأن لا يكتـب لـه جـواب ورد كتابـه وقاصـده ولمـا تكـرر استشفاعـه بالمقـر الكريـم ودخـل دخول الحريم وعرفنا أنه ضاقت عليه الأرض برحبها وأخلـص فـي النـدم عطفـت عليـه الصدقـات الشريفة بالحنو والعفو كرامة للمقر الكريم وإعلاء لشأنه ورفعاً لمكانته ومكانه‏.‏

ورسمنا للمقر الكريـم أن يكاتـب المذكـور بهـذا المعنـى ويلتزم على نفسه العفو الشريف والصفح المنيف وإيصـال أنـواع الخيـر وفـوق مـا فـي خاطـره مـن الأمـان علـى نفسه وماله وغير ذلك‏.‏

والذي نعرفه أنه كـان جـرى علـى اللسـان الشريـف الحلـف أنـه لا بـد من حضوره إلى الأبواب الشريفة ودوس البساط الشريف ولا بد من تحقيق ذلك لحصول البر والخلاص من الحلف الشريف وقيام الناموس عند القريب والبعيد‏:‏ ليعلموا أن سلطاننا غالب على من تمرد ومراحمنا شاملة لمن يلتجئ إلى حرم عفونا الشريف وأنه قريب منه‏.‏

وأما ما ذكره في معنى كشف الصفقة الفلانية ووقوع الاختيار علـى فلـان الديـن فلـان ومـا عرضه على الآراء الشريفة من تقريره في ذلك وبروز المراسيم الشريفة بكتابة مرسومه وتقرير غيره فقد علمنا ذلك ورسمنا بتقريره وكتبنا مرسومه الشريف وجهزناه على يد فلان العائد بهذا الجواب الشريف‏.‏

وأما ما ذكره من جهة الزاوية المستجدة بشقحب وتجهيز قائمة متضمنة بما تدعو الضرورة إليه من تقرير السماط أرباب الوظائف وما عرضه على الآراء الشريفة من كتابة مرسوم شريف مربع على حكمها أو بما تقتضيه الآراء الشريفة من زيادة أو نقص فقد علمنا ذلك ورسمنا به حسـب مـا اقتضتـه الـآراء الشريفـة‏:‏ مـن استقـرار فلـان الديـن فلان في الولاية في الثغر المذكور فقد علمنا ذلك ورسمنا به وكتبنا مرسومه الشريف وجهزناه على يد العائد بهذا الجواب الشريف‏.‏

فالمقر الكريم يوصيه بحسن السيرة وترك ما كان عليه‏.‏

وأما ما ذكره من جهة خفارة الجهة الفلانية وما عرضه على الآراء الشريفة‏:‏ من إمضاء القائمة المجهزة بأسماء من قرره في الخفر المذكور فقد علمنا ذلك ورسمنا بإمضائه حسب ما قصده المقر الكريم‏.‏

وأما ما ذكره من جهة فلان المعتقل بقلعة دمشق ووقف أولاده وعياله وشكواهم حالهم بعد كشف ما نقل عنه وعدم صحته وما عرضه على الآراء الشريفة من الإفراج عنه فقد علمنا ذلك ورسمنا به فيتقدم أمر المقر الكريم بالإفراج عنه‏.‏

وأما ما ذكره في معنى ما ورد به كتاب النائب بالرحبة المحروسة‏:‏ من الأخبار والمتجددات فقد علمناه على خواطرنا الشريفة‏.‏

وأما ما ذكره من وصول قاصدي حاكم الدربند وحاكم القنيطرة بما على أيديهما وتجهيز ما ورد معهما من الكتب واستئذان الآراء الشريفة علـى مـا نعتمـده فـي أمرهمـا وفيمـن يحضـر بعدهما فقد علمنا ذلك وكتبنا الجواب عن ذلك وجهزناه قرين هذا الجواب الشريف فيتقدم بإعادتهما إلى مرسلهمـا‏.‏

وكذلـك يفعـل فـي كـل مـن حضـر مـن تلـك النواحـي إلـى فـي مهـم شريـف علـى عوائد هممه‏.‏

وقد أعدنا مملوكه إليه بهذا الجواب الشريف فيحيط علم المقر الكريم بذلك‏.‏

مكاتبـة أخـرى - مـن هـذا النمـط فـي معنى أمور مختلفة‏.‏

وتبدي لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمة وردت علـى يـد المجلـس السامـي الأميـري فلـان‏.‏

فوقفنـا عليهـا وعلمنا ما تضمنته على الصورة التي شرحها‏.‏

فأما ما أشار إليه‏:‏ من وصوله إلى دمشق المحروسة عائداً من الأغوار السعيدة وأنه وجدها وسائر أعمالها وضواحيها والسواحل والمواني في حرز الأمن والسلامة فقد علمنا ذلك وحمدنا الله تعالى وشكرناه على ذلك‏.‏

وأما ما أشار إليه‏:‏ من أنه جهز من متحصل دار الضرب السعيدة بدمشق المحروسة كذا وكذا مثقالاً بمقتضى رسالة وما قصد من إعـادة رجعـة شريفـة بذلـك فقـد علمنـاه ووصـل المبلـغ المذكور وكتب به رجعة شريفة على العادة في مثل ذلك وجهزت على يد فلان المشار إليه فيكون ذلك على خاطره الكريم‏.‏

وأما ما ذكره‏:‏ من أمر النحاس وقلته من عدم وصول شيء منه وأنه لم يوجد منه بعد الجهد سوى مبلغ عشرين قنطاراً عند الفرنج وأمر الفلوس العتق وبقائها وكثرة الفلـوس الجـدد وقلـة وجـود الدرهـم والدينـار وتوقـف المعايـش بسبـب ذلـك ومـا عرضـه علـى الـآراء الشريفة إن اقتضت الآراء الشريفة إبطال دار الضرب نحـو شهريـن إلـى أن يحضـر نحـاس يستعمـل وتخـف الفلوس ويستصرف ما في أيدي الناس فقد علمنا ذلك وأجبنا سؤاله فيه‏.‏

ومرسومنا أن يعمل فيه بما تكون ‏"‏ به ‏"‏ المصلحة عامة للرعية وتبطيل دار الضرب مدة يراها المقر الكريم‏.‏

وأما ما أشار إليه‏:‏ من أمر الأمير فلان وما قصده من حسن النظر الشريف في حاله وما شرحه من ذلك فقد علمناه على الصورة التي شرحها وصار ذلك على الخواطر الشريفة‏.‏

وأما ما أشار إليه‏:‏ من أمر فلان وما اتفق من الكشف عليه حسب مـا اقتضتـه المراسيـم الشريفة وما ادعي عليه من كذا وكذا وما كتـب عليـه مـن المحاضـر وتجهيزهـا إلـى الأبـواب الشريفـة وتجهيـز المشـار إليـه إلـى الأبـواب الشريفـة صحبـة البريـدي المجهـز فـي طلبـه فـي أثنـاء ذلك فقد علمنا ذلك على الصورة التي شرحها وأحاطت العلوم الشريفة به جملة وتفصيلاً وبما اشتملت عليه المحاضر المذكورة وبقي ذلك على الخواطر الشريفة واقتضت الآراء الشريفة إعادته ومن معـه للخلـاص مـن شكاته عند المقر الكريم وقد أعدناهم صحبة من يحضر بهم إلى المقر الكريم ليكشف عليه وتنظم المحاضر وتجهز‏.‏

وأمـا مـا أشـار إليـه مـن تجهيـز وتعريـف الحسبـة بالأسعار عن البر الفلاني على العادة في ذلك إلى الأبواب الشريفة فقد علمنا ذلك ووصل ما جهزه من ذلك وأحاطت العلوم الشريفة بما اشتمل عليه وشكرنا همة المقر الكريم وسعيد تقدماته وجميل اعتماداته‏.‏

وقد أعدنا الأميـر فلانـاً بالجواب الشريف فيحيط علمه بذلك‏.‏

قلت‏:‏ وعلى ذلك يقاس ما يكتب به إلى سائر النواب بالشام والديار المصرية فمن دونهم ممن جرت العادة بمكاتبته من الأبواب السلطانية في الابتداء والجواب‏.‏

المأخذ الثاني ‏"‏ في معرفة أوضاع هذه المكاتبات ‏"‏ أول مـا يجـب مـن ذلـك معرفـة قطـع الـورق الـذي يكتـب فيـه‏.‏

وقـد سبـق في المقالة الثالثة في الكلام على قطع الورق بيان مقادير قطعه وأن من جملتها قطع العادة‏:‏ وهو القطع الصغير‏.‏

وفي هذا القطع تكتب عامة المكاتبات المتقدمة مما يكتب به لأرباب السيوف والأقلام بمصر والشام على اختلـاف مقاديرهـم وتبايـن مراتبهم في الرفعة والضعة خلا ما تقدم ذكره‏:‏ من أنه كتب إلى والدة السلطان الأشرف ‏"‏ شعبان بـن حسيـن ‏"‏ فـي قطـع الشامـي الكامـل‏.‏

وقـد تقـدم هنـاك أن الكتابـة فـي قطع العادة جملة تكون بقلم الرقاع‏.‏

فتكون كتابة جميع هذه المكاتبات به‏.‏

ثم أول ما يكتب الكاتب في المكاتبة التعريف بالمكتوب إليه‏:‏ وهو أن يكتب في رأس الدرج مـن وجـه الوصـل مـن أولـه مـن الجانب الأيمن ‏"‏ إلى فلان ‏"‏‏.‏

ويكتب على سمته في الجانب الأيسر ‏"‏ بسبـب كذا وكذا ‏"‏‏.‏

ويكتب في وسطهما على سمتهما التعريف بالعلامة التي تكتب‏.‏

فإن كانت العلامة الاسم كتب ‏"‏ الاسم الشريف ‏"‏‏.‏

وإن كانت بالأخوة كتب ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

وإن كانت بالوالديـة كتـب ‏"‏ والـده ‏"‏‏.‏

ثـم يقلـب الـدرج فيكتـب علـى ظاهـره عنـوان المكاتبـة فـي أسفل ما كتب عليـه في رأس الورق باطناً من أول عرض الدرج إلى آخر ألقاب المكتوب إليه‏.‏

ويقلب الدعاء المبتدأ به في المكاتبـة فيدعـو لـه بـه فـي آخـر الألقـاب‏.‏

ثـم يخلـي بياضـاً يكتـب تعريـف المكتـوب إليـه‏:‏ من نيابة سلطنة أو ولاية أو اسم أو غير ذلك وتكون الأسطر متقاربة متلاصقة‏.‏

فإن كان المكتوب إليه النائب الكافـل مثـلاً كتـب فـي العنـوان‏:‏ ‏"‏ المقـر الكريـم العالـي الأميـر الكبيـري ‏"‏ إلـى آخـر ألقابـه‏.‏

فـإذا انتهـى إلـى آخـر الألقـاب كتـب ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى أنصـاره ‏"‏‏.‏

ثم يترك بياضاً ويكتـب‏:‏ ‏"‏ كافـل الممالـك الشريفـة الإسلاميـة أعلاهـا اللـه تعالـى ‏"‏ بحيـث ينتهـي آخـر كتابـة ذلـك إلى آخر السطر‏.‏

وإن كان المكتوب إليه كافل السلطنة بالشام كتب‏:‏ ‏"‏ المقر الكريم ‏"‏ إلى آخر الألقاب ‏"‏ أعز الله تعالى أنصاره ‏"‏ ثم يترك البياض المذكور ثم يكتب‏:‏ ‏"‏ كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروس ‏"‏‏.‏

وإن كان المكتوب إليه نائب السلطنة بحلب كتب‏:‏ ‏"‏ الجناب الكريم ‏"‏ إلى آخر ألقابه ‏"‏ أعز الله تعالى نصرته ‏"‏ ثم يترك بياضاً ويكتب‏:‏ ‏"‏ نائب السلطنة لشريفة بحلب المحروسة ‏"‏‏.‏

وإن كـان المكتوب إليه نائب الإسكندرية أو نائب طرابلس أو نائب حماة أو نائب صفد كتـب‏:‏ ‏"‏ الجنـاب العالـي ‏"‏ إلـى آخـر ألقابهـم ‏"‏ ضاعف الله تعالى نعمته ‏"‏ ثم يترك بياضاً ويكتب‏:‏ ‏"‏ نائـب السلطنـة الشريفـة بثغـر الإسكندريـة المحـروس ‏"‏ أو ‏"‏ نائـب السلطنـة الشريفـة بطرابلـس المحروسـة ‏"‏ أو ‏"‏ نائـب السلطنـة الشريفـة بحمـاة المحروسـة ‏"‏ أو ‏"‏ نائـب السلطنـة الشريفـة بصفـد المحروسة ‏"‏‏.‏

وكذا في البواقي بحسب تعريف كل من المكتوب إليهم على ما مر ذكره في مواضعه‏.‏

ثـم إذا كتـب العنـوان‏:‏ فـإن كـان المكتـوب إليـه ممـن يكتـب له ‏"‏ المقر الكريم ‏"‏ أو ‏"‏ الجناب العالي ‏"‏ أو ‏"‏ المجلس العالي ‏"‏ مـع الدعـاء تـرك مـن أعلـى الـدرج ثلاثـة أوصـال بياضـاً بالوصـل المكتـوب فـي ظاهـره العنوان ثم تكتب البسملة في رأس الوصل الرابع بهامش من الجانب الأيمن‏.‏

وإن كان المكتوب إليـه ممـن يكتـب لـه ‏"‏ المجلـس العالـي ‏"‏ مـع ‏"‏ صـدرت ‏"‏ فمـا دون ذلـك تـرك فـي أعلـى الـدرج وصلـان بياضـاً فقـط‏.‏

وتكتب البسملة في رأس الوصل الثالث ثم يكتب سطران من أول المكاتبة تحت البسملة على سمتها ملاصقاً لها ثم يخلى بيت العلامة بياضاً ويكتب السطر الثانـي علـى رأس إصبع أو نحو من أسفل ذلك الوصل ثم يكتب السطر الثالث في الوصل الذي وقـد كانـت أوصـال الـورق فـي الزمـن المتقـدم طويلة‏:‏ فكان يكتب في كل وصل ثلاثة أسطر وبين كل سطرين أكثر من عرض ثلاثة أصابع‏.‏

أما الآن فقصرت الأوصال وصار كل وصل لا يسع فـي الغالـب أكثـر مـن سطريـن‏.‏

فـإذا انتهـى إلـى آخـر المكاتبـة أخلـى بياضـاً يسيـراً ثـم كتـب في وسط الوصل‏:‏ ‏"‏ إن شاء الله تعال ‏"‏ ثم يكتب‏:‏ ‏"‏ كتب في كـذا مـن شهـر كـذا ‏"‏ فـي سطـر وتحـت سنـة كـذا وكـذا فـي سطـر تحتـه بينهمـا قـدر إصبعيـن ثـم يكتـب المستنـد بعـد تقديـر إصبعيـن‏.‏

فـإن كان بتلقي كاتـب السـر كتـب ‏"‏ حسـب المرسـوم الشريـف ‏"‏‏.‏

وعلـى ذلـك يجـري الحكـم فـي جميع ما يكتب في البريد وهو المختص بالأمور السلطانية‏.‏

وإن كان من دار العدل بتلقي كاتب السر أو أحد من كتاب الدست كتب‏:‏ ‏"‏ حسب المرسوم الشريف ‏"‏ في سطر وتحته ‏"‏ مـن دار العـدل الشريـف ‏"‏ فـي سطـر آخـر‏.‏

وإن كـان بقصـة مشمولـة بخـط السلطان كتب‏:‏ ‏"‏ حسب الخط الشريف ‏"‏ بمقتضى أعلى ذلك‏.‏

وإن كان بخط النائب الكافل كتـب‏:‏ ‏"‏ بالإشـارة العاليـة الأميريـة العالميـة الفلانيـة ‏"‏ فـي سطـر وتحتـه في سطر آخر ‏"‏ كافل الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى ‏"‏‏.‏

وإن كان بأمر الوزير كتب ‏"‏ بالإشارة العالية الأميرية الوزيريـة الفلانيـة ‏"‏ فـي سطـر وتحته في سطر آخر ‏"‏ مدبر الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى ‏"‏‏.‏

وإن كان الوزير صاحب قلم كتب ‏"‏ بالإشارة العالية الوزيرية الصاحبية الفلانية مدبر الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالى ‏"‏ سطرين على نحو ما تقدم‏.‏

وإن كان برسالة الـداوادار‏:‏ فـإن كـان مقـدم ألـف كتـب ‏"‏ برسالـة الجنـاب العالـي الأميـري الكبيـري الفلانـي ‏"‏ في سطر وفي سطـر آخـر تحتـه ‏"‏ الـداوادار الناصـري أو الظاهـري ‏"‏ ونحـو ذلـك ‏"‏ ضاعـف اللـه تعالـى نعمتـه ‏"‏‏.‏

وإن كـان طبلخانـاه كتـب بـدل الجنـاب ‏"‏ المجلـس ‏"‏ ويدعـو لـه ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نعمتـه ‏"‏‏.‏

وإن كان يأمر بأمـر الإستـادار كتـب ‏"‏ بالإشـارة العاليـة الأميريـة الفلانيـة إستـادار الفلانية أعلاها الله تعالى ‏"‏‏.‏

وإن كـان مـن ديـوان الجيوش المنصورة كتب ‏"‏ حسب المرسوم الشريف ‏"‏ في سطر وتحته ‏"‏ من ديوان الجيـوش المنصـورة ‏"‏ في سطر آخر‏.‏

وإن كان من ديوان الخواص الشريفة كتب ‏"‏ حسب المرسوم الشريـف مـن ديـوان الخـواص الشريفـة ‏"‏ علـى مـا تقدم‏.‏

وإن كان من الدولة الشريفة‏:‏ بأن يكون بخط ناظر الدواوين وهو قليل كتب ‏"‏ حسب المرسوم الشريف من الدولة الشريفة ‏"‏ على نحو ما تقـدم‏.‏

وقد تقدم الكلام على المستندات في الجملة في مقدمة الكتاب عند الكلام على ديوان الإنشاء‏.‏